دبي، الإمارات العربية المتحدة، 14 أكتوبر 2019: ( "ايتوس واير")- "واترميلون" للعلاقات العامة - كتب باتريك مايكل، أحد المعلقين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط: لطالما شكّلت الطاقة والاستراتيجية والأمن ثلاثة معايير تصوغ معالم العلاقات بين روسيا ودول الشرق الأوسط في حقبة ما بعد الحرب الباردة. وبشكلٍّ أدقّ، ينطبق ذلك أيضاً على العلاقات الإماراتية الروسية.
وفي حين تُسهم الطاقة في خلق حالة من الترابط وجعل الشراكة الخيار المُجدي الوحيد، لا تزال مجالات الأمن والاستراتيجية شبكةً متداخلة الخيوط.
ومع انطلاق بوتين في زيارة هامة أخرى إلى الخليج، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، فمن المهم تسليط الضوء من جديد على هذه المعايير الثلاثة. قد يُشكّل إحداث تحوّل في وجهات النظر والاستراتيجيات الخاصة بإمدادات الطاقة، نقطة جيدة للبدء.
ويُعد الوصول إلى اتّفاق واسع حول خفض الإنتاج أمراً هاماً بالنظر إلى الضغوطات التي تُواجهها أسعار النفط في ظلّ تباطؤ الاقتصاد العالمي. وليس هناك شيء أكثر فائدة للقطاع والاقتصاد من عمل الموردين الكبار بشكل متناسق، و"تُثمِّنُ روسيا المساهمة الكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعاون العالمي بقطاع النفط في إطار منظمة الدول المصدرة للنفط ’أوبك‘".
وتُعد زيارة بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة شهادةً أخرى على الدور الرئيسي الذي تضطلع به الدولة المُضيفة في النظام العالمي الجديد الناشئ نتيجة لتزايد النشاط الروسي في هذا الجزء من العالم.
وفي ضوء وصول حجم التجارة بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا إلى 3.4 مليار دولار أمريكي عام 2018، بات من المهم لكلا الجانبين التفاعل على مختلف المستويات.
وعقد مسؤولو شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مؤخراً محادثات مع نظرائهم الروس لمناقشة فرص الاستثمار المشتركة مع روسيا في إطار السعي إلى توسيع الشراكة الاستراتيجية في إنتاج الهيدروكربونات والغاز الطبيعي المسال. ومن جهتها تحرص شركة "مبادلة" على زيادة استثماراتها في روسيا.
وتتّفق روسيا والإمارات العربية المتحدة أيضاً على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، ابتداءً من اليمن. ويتوافق الجانبان أيضاً على ضرورة منع إيران ممن تهديد إمدادات الطاقة وإحداث الفوضى.
ومع ذلك، يضطلع عنصر الأمن بأهمية كبيرة، حيث تُشكّل الهجمات على المنشآت النفطية خلال الأشهر الماضية مدعاة قلقٍ للجانبين؛ إذ لا يُمكن لأحد تحملّ وقوع خلل في الإمدادات، ناهيك عن بيئة أمنية يتّخذ فيها الإرهابيون والدول الداعمة لهم القرارات.
ومع اقتراب موعد زيارة بوتين، تستعدّ الإمارات العربية المتحدة للاضطلاع بدورٍ جوهري في وضع الأجندة واعتلاء مكانة مركزية في النظام العالمي الجديد الناشئ.