فيينا؛ وواشنطن العاصمة – (بزنيس واير/"ايتوس واير"): اختتمت القمّة العالمية لعام 2022 (قمة السلام في شبه الجزيرة الكورية) يومها الثالث بتشجيع عالمي ونصائح عملية ودعوات لتجديد جهود توحيد شبه الجزيرة الكورية وإنهاء آخر حالات الانقسام التي خلّفتها الحرب الباردة.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة هاك جا هان مون، المؤسس المُشارك لاتحاد السلام العالمي (يو بي إف) ومقدّمة القمّة العالمية لعام 2022: "قادة العالم! على الرغم من الظروف الصعبة التي خلّفتها جائحة فيروس ’كورونا‘، فإنني على يقين أنّ التزامكم وتفانيكم سيجلب السلام والوحدة إلى شبه الجزيرة الكورية. ولذلك أتوجّه لكم بجزيل الشكر".
وعُقدت القمة في الفترة ما بين 11-13 فبراير برعاية اتحاد السلام العالمي والحكومة الملكية لكمبوديا. وشارك في القمة معالي سامديتش هون سين، رئيس وزراء كمبوديا؛ ومعالي بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ بصفتهم رؤساء مشاركين.
واستقطبت القمة مشاركين من نحو 160 دولة، تضمّنت 157 دولة تقيم علاقات دبلوماسية بإحدى الكوريتين أو كليهما. وأشار فخامة الرئيس النيجيري إلى أن نيجيريا، على سبيل المثال، "تُقيم علاقات ودية مع الكوريتين في التجارة والتعليم والتبادل الثقافي ونقل التكنولوجيا. ولذلك، يُسعدنا المشاركة في أي مجهود يُسهم في ضمان سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".
وأوضحت الدكتورة مون في كلمتها أن بناء أسرة موحّدة في ظل الربّ هو السبيل للوصول إلى عالم تعمّه الحرية والمساواة والسلام.
وفيما اغرورقت عينها بالدموع، طلبت الدكتورة من "مواطني كوريا الشمالية والجنوبية" الانضمام إليها و"التوحّد كأخوة وأخوات". وقالت: "يُمكننا بذلك تحقيق وحدة حقيقية في شبه الجزيرة الكورية". وأضافت أنه عندما يتصرّف الجميع في العالم على أنّهم رعايا الربّ، فيمكننا "تحقيق السلام العالمي والوحدة في حياتنا".
وفي كلمته الرئيسية، أعرب السيد بان عن أسفه أنّه "على الرغم من تطلعاتنا العارمة وجهودنا المختلفة ... إلّا أنّنا لم نتمكن من تحقيق تقدّم بارز دائم في هذا المجال" في شبه الجزيرة الكورية. وفي إشارة إلى الموجة الأخيرة من التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية، حثّ السيد بان الأمم المتحدة على تنفيذ العقوبات التي فرضتها بالتزامن مع اتخاذ خطوات عملية لمساعدة قادة كوريا الشمالية على "العودة إلى طاولة المفاوضات".
وأشاد السيد بان باتحاد السلام العالمي ومشروع "خلية التفكير 2022" التابع له بصفتهما "بالغي الأهمية"، إذ يوفّران "منصة فعّالة" يمكننا الاستناد إليها وتحقيق تقدّم كبير في هذا المجال. وتوجّه السيد بان بالشكر للدكتورة مون التي "لم تدّخر جهداً" لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وفي ختام كلمته، تحدث السيد بان عن تجربته الخاصة في العيش في دولة منقسمة. وقال أنّه يأمل أن يتمكن سكان الجنوب "يوماً ما في المستقبل القريب" من "التعامل مباشرة مع إخواننا وأخواتنا في الشمال". وقال: "وأعتقد أنّه يُمكننا من خلال العمل معاً بروح الحكمة والإخلاص والعزيمة، أن ننير درب السلام، سواء في شبه الجزيرة الكورية أو خارجها".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني السابق معالي شينزو آبي: أؤمن بشكل راسخ بكلمة ’أمل‘". وأشار إلى أنّ "الثقة والصدق" هما عناصر جوهرية في أي مناقشات تهدف لدفع عجلة السلام في كوريا.
أمّا الرئيس الأمريكي السابق دونالد جيه ترامب (2017-2021) فصرّخ أنّه عندما تولى منصبه، كان الخبراء المحيطون به يعتبرون الوضع في شبه الجزيرة الكورية "ميؤوساً منه تماماً". وأشار إلى أنّه رفض هذه النظرة وعمل مع حلفاء الولايات المتحدة مثل السيد آبي من اليابان والرئيس الكوري الجنوبي ون جاي إن، لصياغة "استراتيجية جريئة وجديدة" أفضت إلى لقائه ثلاث مرات مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ليغدو بذلك أول رئيس أمريكي يقف على أرض كوريا الشمالية.
وأضاف السيد ترامب أنّه بتعاوننا معاً نجحنا "برزاعة بزور السلام والتعاون، وعلينا راعيتها لتزدهر وتنمو لتغدو شجرة عملاقة وارفة الظلال. وستكون إضاعة هذه الفرصة مأساة حقيقية". وأضاف أن أعداداً هائلة من ذوي النوايا الحسنة في جميع أنحاء العالم "يعملون ويكافحون ويصلون من أجل كوريا آمنة ومزدهرة وناجحة وموحدة بسلام".
قال معالي مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق (2018-2021) إنّ "الروابط الشخصية" بالغة الأهمية لبناء الثقة، حيث استذكر في تصريحاته بعض التقلبات التي شهدتها اجتماعاته الدبلوماسية مع المسؤولين الكوريين الشماليين.
وقال معالي خوسيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية (2004-2014)، إنه تابع العديد من "عمليات السلام"، منها في أنغولا التي دمرتها الحرب. وعلى الرغم من أن القادة الأنغوليين كانوا يميلون إلى تقسيم الأمة، إلا أنهم وجدوا سُبلاً للتعاون وتجاوز خلافاتهم كأمة واحدة. واقتبس معاليه عن نيلسون مانديلا قوله: "دائماً ما يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتحقق".
واعتبر نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس (2017-2021) أنّ الحرية الدينية؛ والكرامة والاحترام لجميع أشكال الحياة، المولودة والتي لم تولد بعد؛ والمساواة أمام القانون؛ والتعليم والأسر المتماسكة، عناصر أساسية لبناء أمة مستقرة ومزدهرة.
وقال معالي هون سن، رئيس الوزراء الكمبودي، يُعدّ "الاستقلال وتقرير المصير" أيضاً مكونان حيويان لأمة قوية. و"كانت كمبوديا أيضاً ضحية للحرب الباردة وسياسات القوة العظمى، إلّا أنّ المشاركة الإيجابية ساعدتها على تحقيق الوحدة". وأضاف رئيس الوزراء أن الشعب الكوري تجمعه لغة وثقافة وتاريخ مشترك. "إنّ صلات القرابة الكورية أقوى من أن تُقطع. فالعلاقات بين الناس مثل الماء لا يمكن قطعه".
ودعا العديد من قادة العالم إلى الإيمان بالربّ لحل الأزمات البشرية.
وقال فخامة فيديريكو فرانكو رئيس الباراغواي (2012-2013): "ما هو مستحيل بالنسبة لنا هو ممكن عند الربّ. فالدعاء هو أفضل سلاح لدينا لإعادة السلام إلى ربوع شبه الجزيرة الكورية ... وأقول لسكّان سول ’أنتم لستم وحدكم‘ إذ أننا في جميع دول العالم ندعو لتحقيق السلام بين الكوريتين".
قال السيد بومبيو: "ينادي الرب قلوب جميع البشر، وما علينا سوى الإصغاء لسماع ندائه". وقالت القس بولا وايت كاين، رئيسة كنائس بولا وايت والمستشارة الروحية للسيد ترامب، إن القمّة العالمية لعام 2022 والجهود التي تُبذل فيها تخلق بالتأكيد "فرصة إلهية" لعمل الربّ في شبه الجزيرة الكورية.
وربط آخرون توحيد كوريا بإرساء السلام في أماكن أخرى من العالم. وقال فخامة جيمي موراليس، رئيس غواتيمالا (2016-2020): "إن تمكّنا من تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، سيكون هناك أمل في إحلال السلام في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للدول الأخرى محاكاة خطوات إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية".
ومن جانبها، قال فخامة جلوريا أرويو، رئيسة الفلبين (2001-2010): "يمكن لكوريا أن تغدو في نهاية المطاف مثالاً ساطعاً يُبيّن للعالم كيف يُمكن أن يُولد السلام من رحم الصراع". قال الدكتور يون يونغ هو، الرئيس المشارك للجنة التنفيذية للقمة العالمية لعام 2022: "لن ينعم العالم بالوحدة والسلام ما لم يتحقق ذلك في كوريا". وتوقّع السيد جيم روجرز، رئيس مجلس إدارة "بييلاند إنتربرايزيز" وخبير الاستثمار المشهور عالمياً مستقبلاً مشرقاً لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، خاصةً عند زوال العرض رقم 38 الذي يُشكّل الحدود بين الكوريتين ويمنع السفر والتجارة.
وألقى نحو 85 من قادة العالم من 70 دولة كلمات في القمة بصورة حضورية أو عن طريق الفيديو، فيما قدم 11 من قادة المجتمع السياسي والمدني في كوريا الجنوبية تهنئتهم بانعقاد هذه القمة التي أشار منظّموها إلى أنّ نحو 3,500 شبكة حول العالم ببث كامل القمةّ أو جزءاً منها.
وتضمّنت قائمة المتحدّثين في القمّة بتاريخ 13 فبراير كلاً من معالي ريتشارد تشيني، نائب رئيس الولايات المتحدة (2001-2009)؛ ومعالي دان كويل، نائب رئيس الولايات المتحدة (1989-1993)؛ ومعالي ستيفن هاربر، رئيس وزراء كندا المتقاعد (2006-2015)؛ ومعالي ماهيندا راجاباكسا، رئيس وزراء سريلانكا؛ ومعالي ديف جودا، رئيس وزراء الهند (1996-1997)؛ وفخامة مايثريبالا سيريسينا، رئيس سريلانكا (2015-2019)؛ وفخامة ميشال تامر، رئيس البرازيل (2016-2018)؛ وفخامة أنتوني كارمونا، رئيس ترينيداد وتوباغو (2013-2019)؛ ومعالي ليني روبريدو، نائب رئيس الفلبين؛ والسيدة آدي كويلا نايلاتيكاو، السيدة الأولى في فيجي (2009-2015)؛ ومعالي كي. بيه. شارما أولي، رئيس وزراء نيبال (2015-2016 و2018-2021)؛ ومعالي سيد يوسف رضا جيلاني، رئيس وزراء باكستان (2008-2012)؛ وفخامة شانانا غوسماو، رئيس تيمور الشرقية (2002-2007)؛ وفخامة ماكي سال، رئيس السنغال ورئيس منظّمة الاتحاد الأفريقي؛ وفخامة كارلوس فيلا نوفا، رئيس جمهورية ساو تومي وبرينسيب؛ وفخامة جورج وياه، رئيس ليبيريا؛ وفخامة جودلاك جوناثان، رئيس نيجيريا (2010-2015)؛ ومعالي أدولف تياو، رئيس وزراء بوركينا فاسو (2011-2014)؛ ومعالي بول إمبا، رئيس وزراء الغابون (2009-2012)؛ ومعالي ألبين كورتي، رئيس وزراء كوسوفو؛ وفخامة إلير ميتا، رئيس ألبانيا؛ ومعالي رومانو برودي، رئيس وزراء إيطاليا (2006-2008) ورئيس المفوضية الأوروبية (1999-2004)؛ ومعالي دومينيك دوفيلبان، رئيس وزراء فرنسا (2005-2007)؛ ومعالي خوسيه ماريا أثنار، رئيس وزراء إسبانيا (1996-2004). وشارك فرقة الملائكة الصغار للباليه الكوري الشعبي للأطفال في تقديم العروض في ذلك اليوم.
Facebook Conversations
Disqus Conversations